النهاردة ذكرى وفاة سعد زغلول باشا …شوية نقاط للمهتمين:

١. سعد لم يقود ثورة ١٩١٩. الثورة قامت بسبب نفيه. لكنه قاد اول حركة مفاوضات جد ضد بريطانيا لاستقلال مصر - مفاوضات قامت على اطار قانوني دولي، و ده كان مهم وقتها، لانه اجبر بريطانيا على الالتزام بقواعد معينة في المفاوضات.

٢. المفاوضات اللي قادها #سعد_زغلول_باشا تركت على جنب آي إمرة عثمانية على مصر، و (بذكاء) ايضا جنبت العرش المصري … معنى ده، ان مفاوضاته وضعت اساس حوار حول الاستقلال قائم بين بريطانيا و ممثلي الشعب المصري مباشرة.

٣. (في ذكرى وفاة سعد زغلول باشا):
فكرة تمثيل الشعب المصرى (فى النقطة السابقة) قامت على وفود مثلت مناطق مختلفة من مصر و (في رأيي الأهم) على تمثيل طبقات مختلفة من المصريين وقتها، و مش بس على طبقة كبار ملاك الإراضي (اللي سعد لم يكن منها، لكنه عاش وسطها).

٤: تركيز سعد على تمثيل واسع للمصريين (راجع النقطة السابقة) كان تحدي للفكر البريطاني (و أيضاً العثماني) اللي قام على كسب ود (او شراء) طبقة كبار ملاك الاراضي. دي كانت اول مرة يكون هناك امام الاحتلال تمثيل سياسي واسع جداً للمصريين، مدني و غير ديني.

٥: مهم التركيز على كلمتي “مدني و غير ديني” في النقطة السابقة. لأن المحاولات السابقة مع الانجليز او مع العثمانيين اللي قادها مفكرين (اهمهم الشيخ محمد عبده) او ثورات ضد العرش قادها عسكريين (اهمهم احمد عرابي باشا) افتقرت للتمثيل السياسي الواسع.

٦: النقطتين ٤ & ٥ يوضحوا ليه محاولة سعد كان صعب جداً على البريطانيين تجاهلها او تصويرها كتمرد. و ليه رؤيَت في اسطنبول كخطر، و ليه جذبت اهتمام حركات تحرر كبيرة (بالذات في آسيا)، و إيضاً اهتمام مفكرين ليبراليين ليهم وزن في امريكا.

٧: الافكار في النقاط السابقة عملت مشاكل في التفكير البريطاني. مجموعة الوثائق البريطانية (لمراسلات وزارة الخارجية في الفترة من ١٩١٧ الى ١٩٢٢) توضح الاختلافات الكبيرة بين الخارجية و وزارة المستعمرات و قيادة الجيش في الشرق الاوسط.

٨: تكملة النقطة السابقة …فكرة تمثيل شعبي واسع مدني غير ديني واضع افكاره على اسس قانونية معترف بها في الغرب، مش بس احرج بريطانيا، مش بس خلق اختلافات واسعة داخل مؤسساتها، لكن الأهم، اجبرها على التفاوض (مش مع العرش، مش مع اسطنبول) لكن مع ممثلي الشعب.

٩… النقطة الأخيرة … (في ذكرى وفاة سعد_زغلول_باشا): محاولة سعد كانت بداية الطريق نحو استقلال قانوني لمصر في ١٩٢٢، و دستور (بجد) في ١٩٢٣ … و بداية مرحلة الليبرالية السياسية الوحيدة في تاريخ مصر. لذلك، دور هذا الرجل يستحق التذكر.